غادة هيكل
صوت الأنثى
قراءة سريعة في مجموعة " لهن أحكى " لغادة هيكل
عبر اثنين وسبعين قصة قصيرة جدا
أخذتنا "غادة هيكل" بدهشة حرفها
للإبحار في مجموعتها القصصية القصيرة جدا " لهن احكي"، والتي فازت مؤخرا
بجائزة مركز عماد علي قطرى للإصدار الأول ،لكى نستطلع صوت الانثى عبرقصص المجموعة
كلها وقد كانت الأديبة موفقة جدا فى إختيار عنوان "لهن أحكى" هذا
العنوان الذي جاء لكي يرصد حالات القصص القصيرة جدا المسكوبة عبر كل قصص المجموعة،
ولم يكن هناك أي قصة من قصص المجموعة كلها
يحمل نفس العنوان وذلك للتأكيد على بوح الأديبة لبنى جنسها من الإناثـ وحتى بعض
القصص التي جاءت على لسان ذكر كانت ترصد اهتمام الأنثى ...
كما أن الأديبة "غادة هيكل" تجيد ببراعة السباحة في مثل هذا النوع الوعر من القص
الذي يموج بحره بالأمواج التي تحتاج إلى دربة وتميز وقدرات وإمكانات قص عالية جداً
،
وضح جلياً في كل قصص المجموعة من امتلاك
ناصية القص والقبض على اللحظة وهو ما
القصصية والاتكاء بقوة على خصائص وسمات كتابة
مثل هذا النوع من القص،
وكذلك تتجلى قدرة خاصة في توظيف تكنيكات هذه
النوعية من القصص في العديد من قصص المجموعة حيث إنها تستخدم التكثيف الفني الخصب
شديد الخصوصية والذي يبعد عن الغموض والتهويمات والطلاسم، كما أنها تتكئ على ميزة
هامة جدا فى كتابة هذه النوعية من القصص وهى تكنيك المفارقة الذى نجده فى جميع قصص
المجموعة على حد سواء...
وكان صوت الأنثى هو القاسم المشترك في جميع
قصص المجموعة بكل طبقاته الفرحة والحزينة والفاترة، ومن هنا استطاعت الأديبة
"غادة هيكل "" أن تشكل صوت الأنثى داخل المجموعة وفق الحالة
المزاجية والإبداعية والانفعالية لأبطال مجموعتها التي غلب عليها طابع الإحساس
بأنهن مجرد جوارٍ عند الذكر ليس أكثر، كما انه لا يفوت الأديبة "غادة
هيكل"عند كتاباتها قصص هذه المجموعة التركيز على العنوان كأولى عتبات الولوج
إلى النص بقوة، ونجد عناوين المجموعة شديدة التميز ، وفي أغلبها تنتمى إلى نوعية
العناوين القصيرة جدا ،قد يكون العنوان مفردة واحدة أو مفردتين على أكثر تقدير
،والعناوين موحية ودالة على الحالة التى ترصدها الأديبة "غادة هيكل" في
مجموعتها، فمن قصص المجموعة ذات العناوين الموحية والدالة (خطأ - مشهد - شجرة توت - لعب - بالون العمر- وسادة أخرى- -إجابة –تسبيح - عقاب - براءة الأنثى - وصية - رقابة) - رمال الحب - قرط ذهبي - نبض –
يسحبها رويدا
ولم نلمح عبر قصص المجموعة أي لغة مباشرة
أومسطحة سواء، على مستوى المفردة أو
التركيب مما يؤكد على قدرة الأديبة على إمتلاكها
لأدوات الكتابة القصصية بحرفية ومهارة تضيف إلى رصيدها الإبداعى الخصب والمتنوع .
الأديب والكاتب د/ موسى نجيب موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق