مدونة تهتم بحكايات مرت بها صاحبتها في الواقع ربما تمس بعض الأفراد وتتوافق معهم وربما لا ولكنها تحكي واقعا من الحياة

LightBlog

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

الحبيب المجهول- ثبات ملحوظ



               
ثبات ملحوظ

الحبيبيب المجهول بقلم  الكاتبة (أماني عنان)
  ثبــــات ملحــــــــوظ
 في مدينة بعيدة الإدراك قريبة الأحدث كانت سلوي، وأصوات القطارات تحتضنها لتنسيها آلام الوحدة وأنين اليتم الذي تحياه منذ نعومة أظافرها.
في الثامنة تستيقظ ذات العيون السوداء والشعر الغجري المتحرر ,تصفف أحلامها جيداً وتعيد ترتيب اولوياتها قبل موعد العمل ولكنها دوماً ماتحتار في أي مرتبة تضع الحب وهي لا تدري كم هو قاسي ذلك المسافر الحر، البعيد حد الإلتصاق بالنفس فمن منا لايحب او يبحث عن الحب او يعاني شيئاُ ما بسبب ذلك الشعور الخفي  .. تريده ان يطرق بابها ولو لمره واحدة ليس لعشرات المرات كما يحدث وتسمعه من مسامرات صديقاتها الجميلات , التي طالما تميزت عنهم بشخصيتها وأناقتها وجميل عواطفها وإنسانيتها ,
تسائلت قائلة " هل الحب لا يعرف سوي الجميلات أم انه يتخير القبيحات للوسيمين من الشباب ؟؟ "
تراجعت عن هذا الإتجاه من التفكير وأغلقت نوافذ أمنياتها  وفيض تساؤلاتها الحوارية المطوله صوب إنتهائها من إحكام رابطة خصيلات شعرها البنية ذات الأطراف الشقراء 
رتبت محتوي حقيبتة يدها ولم تنسي تحديد الشفاة وقلم العيون < المرأة الذكية هي الأكثر اناقة فالنجاح لا يعني التأخر عن مواكبة الجمال >
الإجتهاد لا يتعارض مع الإهتمام فكلاهما ينصفه حرف التاء الذي يعقد قرانه عليهم ليجعل المرأة الناجحة انثي مميزة ذات عبير مختلف لا يخطأه أنف عادل ..!
عامان وهي تحبه في صمت وربما أكثر من ذلك  احياناُ تعترف لنفسها بذلك المرض واحياننا تتملص منه كالمتجرد من ثيابه نافرا معترض علي ماوجد نفسه به , لونه منمق ولكن تصرفاته لا تليق بلونها الحياتي ابدا .. كانت تنتظره قبل ان تراه ,التاسعة تدق وتعلو مع رنات حذائها علي الدرج .
وصلت مكتبها لتعد التقرير اليومي حول مانُشر في وسائل الإعلام , الصحف والمجلات و القنوات عن شركتها ات رسكو" التي جمعتها به ومع ذلك كان مبدئها الذي لم يبعد عن عينيها؛ لا دخل لوقت العمل في الحب قد يصبح صاحب الفضل في لقاء الأحبة وترتيب مواعدة غرامية بينهم ولو في مخيلة أحدهم.
وضعت آخر نقاط لينتهي بذلك تقريرها الصباحي وذهبت به للمواجهة  الأكثر صعوبة لقاء أنوثتها برجولته، عواطفها مع تعنته،  نعومتها مع خشونته، بساطتها مع عجرفته وتسلطه، قبل الدخول أوقفتها ذكرياتها قائلة:

" كيف لرجل يكابر ويكذب عيناه ..؟"

هذا أنت .. عيناك تروي قصصاً وشفتاك تنبث بلا شئ ,دائماً تحاول التبرء مني والوقوف علي الجانب الأخر "الحب ليس مانظهره فقط ربما مانخفيه أصدق "
ليس اللقاء السهل هو هدف الاحبة فعناق الأيدي لن يصل الي عناق المشاعر حتي وان فصلتنا الكلمات . بالروح سنلتقي وبالإحساس سنبقي وذات يوم سنضع الرحال ونذوق عذوبة اللحظة.
التاسعة والربع، الإرتباك يسود مكتبي،  الهاتف يعلن مقاطعته لشرودي وعندما انصت له جاء صوته ليقول: " آنسة سلوي "
الساعة تسعة وربع ..!!
أعلم مقصده دون أن يسترسل ليوضح ماذا يريد؟؟ فعلي رأس الخمسة عشر دقيقة يجب أن يبدأ اليوم العملي الجديد بعد تناوله فنجان القهوة وتصفح أبرز منشتات اليوم .
لم أجبه كلامياً بل أجبته بطرقة علي الباب؛ ثم وضعت الأوراق خلفه وخرجت. لا أعلم لما يهوي النوافذ في حضوري كلما كنت أنا هربت عيناه  دائما يقابلني معرضا ويحادثني من خلف اوراقه وملاحظاته  كنت الأكثر غرابه في نظراتي الفاضحة وكان اكثر تهجماُ وقسوه معي بين سائر الموظفات!!
ساعات العمل تنتهي سريعاً ودت لو أبقي الي جواره مده أطول ولكن الإرتباط الأبدي في الشرق يقوده الرجل لم يصرح بشئ ولن أبادئه أنا ..
خرجت من المكتب اتلصص اين يكون في قسم الدعاية ام في قسم الآداريين لم اجده , فقدت الامل في رؤيته وتسجيل صورته لأخر مره في ذاكرتي قبل المغادرة.. قررت العوده بنظري الي الأمام فصطدمت به
 "هذه هي الحياة تاتي بالأشياء بعد فقدان الأمل فيها وإغلاق نوافذ الإنتظار خلفنا"
تحاشيت السقوط علي صدره وبين ذراعيه ولكن فجأة غدر بي الكعب العالي وأسقطني أبعد من ذلك .. لم ينقذني من التحطم سوي الإمساك برقبته عندما إنحني مسرعاً للحاق بي .. التقت اعيننا اخيراً .. وأي لقاء رأيته عاري الترتيب والإستعداد " المفاجئة عادةٍ ماتكون أصدق لأنها تكشف الحقائق لو لوهلة ثم بعد ذلك نعاود ترتيب افكارنا مثل ما نعيد هندمت الملابس بعد التعثر "
أنا أسف .. أنا أسفة
كلانا إعتذر وفي نفس اللحظة  " لا تقل لي أسف وتعتذر علي لحظة الصدق الوحيده بيننا ..!؟ "
أقولها لك أنا أسفة علي اني قابله أحبك من بعيد ولا أقترب منك لكني اهابك حقاً أشعر بان هناك سر تحاول إخفائه عني بالغموض والصمت ..! دوماً ما اتحول امامك أثنين وأنثي تحبك وتحادثك همساً والأخري تكابر وتبادلك الصمت بصمت أقوي منه والتجاهل بالإعراض عنك .. أغلقت حواري وما تمنيت قوله مع نفسي  فكلانا قد مضي بمجرد التلفظ بالإعتذار ..
عــــادل 25  سنة ,,خريج كلية التجارة ,مدير شركة أت رسكو والمالك لها بعد وفاة والده السيد : حمـــدي سراج الدين .*******
خرج عادل من الشركة بعد الفراغ من تصفية الحسابات ومراجعة الصادرات والواردات .. كم يكون حريص علي متابعة كل مجاريات الأمور بنفسه ولا يفضل أسلوب الوكلاء برغم من ان "المدير الناجح ليس من ينجز كل المهام بنفسه ولكن الناجح حقاً يمتلك فريق عمل مدرب ثقة يقوم ببعض الأمور عنه .."
< تتحقق الأرباح الحقيقية عندما تريد شيئاً أخر غير الربح > هذه هي الحياة تسعي لنيل شئ فتكافئك بأخرتراه مناسب لك أو تجود به عليك ..!
سيارته البيضاء تنتظره في أول الصف يأتي في المقدمة ويغادر في النهاية .. بذلته السوداء بسيطة وجذابة في نفس الوقت حيث لا علاقة بين البساطة والقبح ..
امتطي سيارته بكل ثقة .. أطلق  صراح فنانته المفضلة نجاة  وسمح لها بعد سجنها في الفلاشات أن تطرب آذانه عندما قالت .. لا تكذبي ليتمتم هو ورائها بلا لا تكذبي وكأنه يرجو المستحيل ويعلم ان حواء لاتتقن سوي الكذب وفن المراوغة ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق