مدونة تهتم بحكايات مرت بها صاحبتها في الواقع ربما تمس بعض الأفراد وتتوافق معهم وربما لا ولكنها تحكي واقعا من الحياة

LightBlog

الجمعة، 24 مارس 2017

هى تهمهم وهو ينصت



كانت تحدث نفسها دائما بحديث لا يفهمه ، تهمهم بكلمات غريبة خشى أن تكون سحرا يُعمل له ، لأنه يحبها ويعشقها كصوفى أحب الآخرة وهام بها فعشقته الدنيا لتزيل عنه كل أدرانها باتقاء شيطانها فامتحان الدنيا أقسى ما يقع على قلب الرجل إذا تصوف ، ولكنه عشق جمالها وحلاوة لسانها ، وطراوة ولين عودها وتخايل الفتيان فى الناحية بها ، وهى فضلته عليهم جميعا ، ولكنها دائما تهمهم ودائما ينصت ولا يفهم ، غارت منها حماتها وزوجات الأخان الأكبر سنا ، لأن عيون رجال البيت لا تنفك تلازمها إذا سارت أمامهم ، وأنوفهم تمتد كلما شمت رائحتها الذكية عن بعد ، وعندما ألمحت له أمه بذلك كتمها فى نفسه ، وهبت رياح الغضب تثير فى نفسه الهواجس ، وهى ما زالت تتمتم بكلمات غير مفهومة ، لعلها تسحر الرجال فقط ن لذلك لا يرون سوى جمالها وتعمى عيونهم عن شرها ، وصفر فى أذنه أن يقتلها كى يستريح من شرها ويهدا فوران البيت وتهدأ نفوس الحريم به ، ولكنه كلما اقترب منها وهى نائمة ممددة على سريرها يفوح منها رائحة المسك فينتشى لها ، ويطوق ذراعها رقبته فينحنى لملكته ، وتباغته بركلة من رجلها فتبين سماناتها البيض ويرتفع قميصها الشفاف فتعبر عينيه أخاديدها النورانية ويذوب جسده بين قبضتيها ويستسلم اليوم كشهريار ، ثم يعاود الكرة ويشهر سيف مسرور وتعاود الكرة فيستسلم ، أجبرها على لبس النقاب فرضيت ، واجبرها لعى عدم الخروج فرحبت ، واجبرها على غلق الشبابيك ، فتنهدت واستسلمت ، وما زالت تهمهم وما زال ينصت ، فرحت فيها نساء البيت فقد كسر سمها ، وفرحت هى بكونها ملكة والجميع يخدمها ،  فرض عليهن الإتيان لها بكل مستلزماتها مقابل سجنها بالبيت بعيدا عن رجالهن ، وفرضت هى عليهن أن يحملن لها ما لذ وطاب من طعام  من السوق دون تعب ، وأن يتحملن اللف على المحال كى يأتين لها بأجمل القمصان لتعيش ليلها مع حبيبها ، وكن يحملن تلك ألاشياء اولا إلى حماتهن وكان الرجال يرون تلك ألاشياء وتنطلق من صدورهن الزفرات  ويسبحن فى خيالات الهوى لما يحدث خلف الجدران ، فكانت فكرة حجابها عنهن أسوأ ألف مرة من وجودها بينهم ، كانو ينتظرون طلتها فقط ، ألان يسيرون إليها بعقولهم وقلوبهم وأرواحهم تحلق حول شبابيك شقتها ، ويهجرون مضاجع نسائهن ليلا تحسسا لشم رائحة بخورها تنفذ من خلف الجدران ، وهى تتمتم وهو ينصت .
صورة ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق