للجنة فرع بالأرض ( الجنى مكتئب ) 9

سار الجنى فى الشوارع وقد أصابه إكتئاب مما رآه من أفعال البشر ، سار فوق السحاب ونزل تحت الأرض  ، عبر صحراء شاسعة ومر بجبال شاهقة ، على مرمى البصر رأى مرج أخضر به أغنام ترعى ، وطفلة تجلس فوق جزع شجر ، تطّلع إلى وجهها الباسم وبياضه الفاقع ، وحمرة خديها ، وعصاها الصغيرة التى تمسكها بيدها ، فعرف أن الجنة لها فروع فى الأرض ، هبط بالقرب منها أراد أن يُظهر نفسه لها ولكنه تردد ، أمسكت بعصاها وضعتها على فمها وصار اللحن الحزين يفيض عذوبة وتزداد هى جمالا ، وتتحلق الأغنام حولها ، يتركون مرعاهم يستمعون لموسيقاها الحزينة ، وينفشون الصوف فتتساقط منه حبات لؤلؤ تعكس أضوائها فى الشمس ألوان قوس قزح ، وتمطر السماء حبات الكرز فتحلق الطيور من كل صوب وحدب بكل أحجامها تلتقط الحبات وترفرف ، والجنى غارق فى حلمه يبحث عن طريق لفرع هذه الجنة