مدونة تهتم بحكايات مرت بها صاحبتها في الواقع ربما تمس بعض الأفراد وتتوافق معهم وربما لا ولكنها تحكي واقعا من الحياة

LightBlog

السبت، 12 أكتوبر 2019

أزمة فيلم الممر مع المثقفين



فيلم الممر وأزمته مع المثقفين

المثقفون على اختلاف توجهاتهم من أدباء ونقاد وكتاب في مجالات شتى تعددت أرائهم عن فيلم الممر ولكن الكثيرين منهم وصوفه بالفاشل أو الساذج أو غيره من الصفات، هؤلاء المثقفون الذين ترتفع ذائقتهم عن العامة والذين يرون كل شيئ مثاليا يرون في فيلم الممر سيناريو ضعيف وغير قادر على تحقيق رؤية الصراع اليهودي المصري وما عرف بحرب الإستنزاف بعد نكسة سبعة وستون.
نعم هم هم كل الحق في مقارنة فيلم الممر مع غيره من الأفلام التي تم إنتاجها في فترات سابقة مثل الرصاصة لا تزال في جيبي، والعمر لحظة، وأبناء الصمت وغيرها تلك المجموعة من الأفلام التي أخرجها عباقرة المخرجين أو الذين يرون في تلك التجربة مثالا لتجربة عبقرية أرخت لهذه المرحلة المجيدة.
فيلم الممر وأزمته مع المثقفين

فيلم الممر

على الرغم من ذلك فإن فيلم الممر أعطى بهجة للأجيال التي لم تلحق بالحرب أو بالهزيمة أو بالإنتصار أو حتى حرب الإستنزاف. هذا الجيل الذي عاش على ذكرى الأفلام التي بثت الروح القتالية فيهم ووثقت لهم تلك التجربة حتى لا تنسى مع مرور الزمن وفقدان أبطالها الحقيقين.

هذا الفيلم الوحيد الذي أتى بعد زمن طويل من الصمت وعدم إنتاج أفلام تؤرخ لهذه الفترة العصيبة والتي كما سمعنا ممتلئة بالعديد من البطولات، هذا يذكرنا بأفلام هليوود الأمريكية التي تصنع من "الفسيخ شربات" على رأي المثل ولا تترك كبيرة او صغيرة إلا وصنعت منها قصة حتى في حالات الغعتداء على الدول الأخرى مثل العراق وأفغانستان وغيرها فهي تؤرخ لبطولات جندها هناك دون أي رادع أخلاقي يمنعها أو ضمير يؤرق كونها دولة معتدية.
فيلم الممر رغم ضعفه العام كفيلم يؤرخ لمرحلة هامة إلا أنه أعطى للاسرة المصرية سبباً للحكي وتعريف أبنائهم بأهمية هذه الفترة من تاريخ وطنهم وربط مفهوم الوطنية ومعرفة من هم الجيران الذين تربطنا بهم علاقات متوترة عدائية سوف تظل حتى نهاية العالم وكيف تكون علاقة الأجيال القادمة معهم ولماذا يسيرون على نفس وتيرة أبائهم واجدادهم.
فيلم الممر فتح المجال لمناقشات جديدة على مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وهشتاجات جديدة تم تمريرها من هنا وهناك لإجياء تلك الذكرى التي يجب أن لا تنسى، 
فيلم الممر أعطى مفهوما جديدا للعامة وللشباب الذي يتجه نحو فن محمد رمضان عن تواجد نوعية من الأفلام يجب ان تتواجد على الساحة لتشكيل الوعي السياسي والمجتمعي بشكل متزن مع موجات الفن الهابط التي أصبحت تجذب هذه الفئات الصحوة الوطنية التي أوجدها فيلم الممر هي تلك الحالة التي ينبغي العمل عليها حتى لا ننسى.
الهوة الكبيرة التي تنتج نتيجة لتباعد السنوات جعلت الوعي لدى شباب الجامعات بتلك الفترة يساوي صفر وعندما تسألهم عن النكسة أو الحرب أو حرب الإستنزاف والفرق بين حرب أكتوبر وحرب الإستنزاف لا يعلمون عنها شيئا تلك المصيبة التي تداركها فيلم الممر 
فيلم الممر فتح الباب للتساؤل عما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام من رفع للوعي أو عدمه لدى عامة الشعب التي لا تقرأ التاريخ والتي عرف عن الحكومات اللعب على اوتار تلك الفئة وتشكيل وعيها بما ترغب به وتوجههم إليه.

إختيار الممثلين:

كان لإختيار الممثلين أيضا دور كبير في مشاهدة فيلم الممر فالكاريزما الخاصة بأحمد عز ومحبة الفتيات له كبطل قومي يجسد شخصية الضابط قد تؤدي إلى تعزيز ثقة المجتمع بالجيش من جديد خاصة بعد ما مرت به مصر من احداث وتوغل الجيش داخل المجتمع مما أفقده بعض الهيبة التي كانت محفوظة له داخل القلوب، والتوليفة الجميلة من الممثلين التي جمعت بين الصعيدي والبحري والسيناوي وغيرها ربما أعطت الهدف منها وهي جمع الشمل المصري الذي اصبح يتسرب من بين ايدينا على فترات.

لفئة المثقفين إحترامهم ولكن هناك فئات كثيرة لا تعرف عن تاريخها شيئ ولا تعرف عن جيران بلدها شيئ ولا تعرف إلا ما يبث لها من خلال وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت تلعب دورا لا بأس به والتي يمكن من خلالها إنتاج ألف ممر من بطولات حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر حتى لا ننسى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق