مدونة تهتم بحكايات مرت بها صاحبتها في الواقع ربما تمس بعض الأفراد وتتوافق معهم وربما لا ولكنها تحكي واقعا من الحياة

LightBlog

الخميس، 10 أكتوبر 2019

يوميات باحث ميداني الفصل الرابع

يوميات باحث ميداني الفصل الرابع

غادة هيكل

منطقة البحث كانت مجاورة لشريط السكة الحديد ، وصلت مبكرا وكذلك المراجع ، الذى اتضح أنه أكثر جدية وخوفا  مما بدا عليهم أثناء التدريب ، الجدية والدقة فى مراجعة البيانات والحرص على مقابلة أحد أفراد الأسرة البالغين كي نحصل على بيانات مفيدة وغزيرة من أول لقاء وقبل أن تستاء الأسرة من وجودنا ، هنا تأتى حرفية الباحث فى السيطرة على الموقف وإدارته بسلاسة دون أن يثير السخط فيمن يقابله ، سرنا معا وكما يقال الإنطبعات الأولى تدوم ،وصولى مبكرة والإهتمام بمعرفة المكان وكيفية العثور على الأسرة حسب الإطار دون مساعدة من المراجع جعله يثق فى قدراتى على التواصل الجيد والعودة بمعلومات قيمة
 بدأ بتعريفى بالإشارت الموضوعة على المنازل والتى تخص باحثي الجهاز بالذات ، فهذا السهم وهذا الرقم دليل على صحة المنطقة ، وهذا الرقم وهذان الحرفان(ع،س ) دليل على صحة مكان الأسرة المرادة وبالفعل عندما وصلنا إلى أول منزل أصبحت المهمة سهلة فى العثور على الباقين إما بالأرقام أو بالعد ، وهنا وصلت الباحثة الثانية وطلبت من المراجع مرافقتها فى كل لحظة من الوصول للأسر وتحصيل البيانات ، طلب منى إستكمال البحث وحدى وسوف يأتينى إذا أمكنه ، وإذا استدعت الظروف أطلبه على المحمول فهو قريب من نفس المنطقة التى أعمل بها
 توكلت على الله وطرقت الباب وفي داخلى بعض الخوف والتربص ونظرات متحيرة ، واسئلة عديدة برأسى ، كيفية البدء بالكلام ،هل أسأل على عجل أم ببطء ، وهل وهل ، المنزل عبارة عن طابقين حديثى البناء على الطوب الأحمر والمدخل يعلو بثلاث سلمات وبوابة حديدية حمراء اللون ، خلف البوابة ثلاث سلمات على حالهن بالإسمنت وعليهم بعض البرسيم المتناثر ، فتحت الباب سيدة أربعينية خمرية اللون عرفتها بنفسى
 صباح الخير ، أنا باحثة تبع تعداد السكان نقوم بعمل بحث كى  نتعرف على  حالة الناس وشكواهم من الخدمات والأسعار و... قبل إكمال الكلام طلبت منى الدخول وأصرت ...  دخلت .
باب الشقة على حاله منذ شراؤه بدون دهانات ، يعلوه الإتساخ ، الأرضية بالإسمنت كما هى منذ بُنى البيت ، الصالة بها سجادة بالية ومساند قديمة ،وضعتُ الوسادة على الأرض وجلست فوقها بجوار باب آخر يدلف إلى حجرة بها سرير حديدى قديم عمدانه صدئة ودولاب خشبى موضة الخمسينات ، الأرض عارية إلا من الأسمنت الصلب ، بدأت أسئلتى ، المعتاد أن أعرف أولا من يعيشون فى هذا المكان وتحت هذا السقف متلازمين ومشتركين فى الطعام والشراب والنوم لمدة ستة أشهر على الأقل ، ملتنى الأسماء بكل سهولة ، رئيس الأسرة أولا المتمثل فى زوجها ، ثم الزوجة وأختيه أحدهما مطلقة ولها أبنة تعيش معها ،  وأخرى لم تتزوج ، ثم ابنتها هى من زوج آخر والتى تعيش معها ولكنها تزور أباها من وقت لآخر ، رجل وخمس ستات .
استلمت البيانات الإسم والصلة برئيس الأسرة وتاريخ الميلاد وإمعانا فى التأكيد حساب العمر بالسنوات حتى نضعه فى خانته الخاصة بالحالة الإجتماعية هل هو أقل من سن الزواج أم متزوج أو أرمل أو مطلق أو حتى منفصل ، ثم يلي ذلك الموقف من التعليم سواء خريج أو ملتحق بمرحلة ما أو متسرب أو حتى لم يلتحق أبدا بالتعليم ، ثم يلى ذلك السؤال المفضل لكل أسرة فليس هناك أسرة فى العالم تخلو جميعا من الأمراض إلا نادرا

إقرأ أيضا: يوميات باحث ميداني

 السؤال عن الحالة الصحية للأفراد بداية من ألأمراض المزمنة وانتهاء بالإنفلونزا ، هو حالة تواصل روحانية تفتح لنا أبواب الحديث فى القادم من الأسئلة ، لأن بث الشكوى والإنصات للشاكى والتفاعل معه بل ومحاولة مساعدته فى بعض الأحيان إن أمكن يعطى الفرصة للتواصل الجيد وبالتالى يكون الباحث قد مد جسر التواصل بلا عناء بينه وبين المبحوث ،  من أهم الأمراض التى وضح إنتشارها بصورة مؤلمة بين سكان المحافظة فيرس سى ، ويليها أمراض السرطان المتعددة  أما الشكوى من أمراض العظام من الظهر والمفاصل فهى عادة كل ستات البيوت وحتى العاملين منهم ،  ناهيك عن أمراض السكر والضغط التى أصبحت ملازمة للكثيرين وقد تفاهموا معها حتى أن الواحد منهم يذكرها وكأنه يلوك طعاما مرا فقط سوف تزول أثاره أو يعتاد على مرارته مع مرور الوقت
 يلى معرفة المرض ، السؤال عن مكان تلقى العلاج هل يذهب المبحوث أو أحد أفراد أسرته إلى طبيب خاص أو إلى مستشفى ، وهل هى خاص أم مستشفى عام ، أو مستوصف ملتحق بمسجد أو كنيسة ، أوربما يتمتعون بميزة الـتأمين الصحى ، ويا للهول مما سمعناه عن تلقى العلاج بالمستشفيات الحكومية أو مستشفيات الـتأمين الصحى  - لك الله يا شعب مصر الطيب -  أو غير ذلك من طرق تلقى العلاج ، هذا السؤال بالتأكيد مع غيره من الأسئلة يوضح المستوى المعيشى للأسرة
ثم ننتقل إلى السؤال الأصعب وهو مهنة من يعمل منهم بالتفصيل ، وهنا يتلعثم البعض فى ذكر وظيفة من يعمل خاصة إذا كان يمتهن وظيفة مربحة بعض الشئ ، أما إذا كان من أصحاب الحرف أو المهن اليومية كسائقى التوكتوك فإن الرد يأتى سريعا تتبعه شكوى من تعثر الحصول على وظيفة ومتمنين أن يكون مجيئنا بُشرة خير عليهم
  كنا نواجه أحيانا بعض العاملين فى مجال الشرطة أو الجيش أو القضاء  وغيرهم ، هذا السلك شائك بعض الشئ وقد يسبب بعض العكننة فى أثناء تلقى البيانات فمثل هؤلاء يقعون فى مأزق حقيقى فهم من رجال الدولة ونحن نعمل لصالح الدولة فكيف لا يتسنى لنا أخذ البيانات منهم وفي نفس الوقت هم كغيرهم يخشون على أنفسهم نظرة العين أو إستخدام البيانات فيما يضر ،  السؤال السخيف فى الموضوع والذى نحاول قدر الإمكان أن نستقيه من خلال الظاهر أمامنا من حيثيات هو سؤال الظروف السكنية للأسرة أى ما يدور حول المرافق من مياه وكهرباء وصرف صحى وغاز وحيازة المسكن وتهويته والمادة المصنوع منها السقف ومكان مرحاض الأسرة ( أسرة من تلك المنطقة القريبة من بنها ، وهى أول منطقة عمل لى كما ذكرت أصرت أن أرى الحمام بنفسى وأن أكتب أنه حمام بلدى وتضع فوقه كرسى خشبى تخلصت من قاعدته وتركت قوائمه حتى تتمكن من قضاء حاجتها لأنها تعانى مشاكل فى الركبة ولا تستطيع تركيب حمام أفرنجى )
 نذهب إلى سؤال كان الإجابة السريعة عليه من ألأسر ، هو أنتو جايين تناسبونا ولا تبيعونا هدومنا ؟، وكنا أيضا نتحايل على هذا السؤال ببعض الإجابة مما نراه من مظاهر الترف أو الحاجة لدى الأسرة ، فما هو السؤال .
إقرأ أيضا: يوميات باحث ميداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق